وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: العملية الإنتخابات النيابية اللبنانية بدأت من خلال إقتراع اللبنانيين المغتربين في الدول العربية والإسلامية، حيث فُتح اول صناديق الإقتراع أمام المغتربين اللبنانيين للإدلاء بأصواتهم بالإنتخابات النيابية.
وتأتي هذه الإنتخابات بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والإقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، وينظر كثر إلى الإنتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.
فالمعركة الإنتخابية الجارية في الجمهورية اللبنان تحمل الكثير من علامات الإستفهام المتعلقة بالبرامج الإنتخابية، وهناك تسلؤلات كثيرة حول التغييرات الجذرية التي ستحدث في المجلس النيابي. وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الإعلامية اللبنانية البارزة "بثينه عليق"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** ما هو تقديرك لتأثير محاولات البعض للتمييز والتفرقة بين قادة ومراجع شيعة وقيادة حزب الله ؟
أعتقد أن هذه المحاولات إنقلبت سلباً على مطلقيها وأحدث نوع من التوحد في الرأي لدى أكثرية كبيرة في الطائفة الشيعية التي يدرك أبناؤها مواقف المراجع الشيعية الواضحة والمباشرة تجاه المقاومة، بدءاً من مواقف الإمام الصدر، وهو المؤسس الفعلي للمقاومة في لبنان، مروراً بالشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي يعتبر أن المقاومة هي إيديولوجياً الطائفة الشيعية في لبنان وصولاً إلى السيد محمد حسين فضل الله الذي كان منظراً وداعماً ومواكباً للعمل المقاوم وكان بمثابه الكهف والأب للمقاومين.
ولكن محاولات خصوم وأعداء المقاومة ستستمر من أجل تحقيق الهدف الذي عجزت حروب العدو الإسرائيلي عن تحقيقه وهو إحداث التفرقة داخل الطائفة الشيعية لأن العدو يدرك أن هذا الهدف في حال تحققه لا سمح الله سيشكل ضربة قوية لقوة المقاومة ومتانتها، ولكن والحمد لله أثبتت بيئة المقاومة أنها واعية وعصية على هذه المحاولات.
** ماهو تقدیرك لنتائج الإنتخابات والإصطفافات السياسية لما بعدالإنتخابات ؟
يبدو بحسب قراءة المشهد الإنتخابي أننا سنكون مع نتائج متقاربة لكلا المحورين، وهذا يعني أن البلاد ستبقى محكومة لنفس المعادلات تقريباً. ولكن هناك مفارقة لا بد من الإشارة إليها وهي أن فوز أعداء المقاومة بأكثرية وازنة، وهذا أمر مستبعد قد يأخذ البلاد إلى مخاطر جسيمة في ظل ما يعلنه هذا الفريق عن نوايا ورغبات بإقصاء أو عزل الطرف الآخر.
ونحن نعلم أنه في بلد مثل لبنان فان كل محاولات العزل والتهميش أنتجت حروباً أهلية وعدم إستقرار في حين أن المقاومة تؤكد بإستمرار حرصها على الشراكة؛ وهذا يدل على أن المقاومة هي عنصر إستقرار داخلي وضمانة للعيش المشترك.
أما بالنسبة للإصطفافات فهي مرشحة للإستمرار، وأما كيفية ترجمة هذه الإصطفافات فهذا مرهون بالأوضاع الإقليمية والدولية. اذا شهد المستويان الإقليمي والدولي إنفراجات فهذا سينعكس تخفيفا للتصعيد والعكس صحيح.
** إلى أي مدى ستؤثر نتائج الإنتخابات على تحسن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية بالنسبة للمواطن اللبناني ؟
أنا على قناعة أن فوز المقاومة وحلفائها سيولد في البلاد ديناميات مساعدة على الحلول إقتصادياً وسياسياً. فهذا الفريق لديه مشروع واضح ينص على تنويع الخيارات الإقتصادية والإنفتاح على الدول الشرقية التي تشكل اليوم ثقلاً إقتصادياً كبيراً في العالم إضافة الى مشروع التنقيب عن الغاز وقد أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سلسلة مواقف مؤخراً تؤكد على كون هذه القضية في صلب المشروع الإقتصادي المقاوم.
وأما في حال فوز الفريق الآخر فللأسف سنشهد إستمرارية الإرتهان للولايات المتحدة الأميركية ومزيد من تحريض واشنطن على الفريق الآخر./انتهى/
تعليقك